
ترجمة: عبد الحميد محمد
تُثيرُ إعادة انتخاب ترامب المخاوف. يرى الباحث الأدبي الذي يُدرّس في الولايات المتّحدة الأمريكية هانز أولريش غومبريخت Hans Ulrich Gumbrecht الخطر الحقيقي فيما يُعدّ ذات أهمية ثانويّة، ويحذّر من إعادة هيكلة جذرية للمجتمع: لا سداد للضرائب، لا خبراء، لا انتخابات.
سؤال:
سيّد غومبريخت، لقد سبق وقُلتم في عام 2020 إنّه لا يمكن الاستخفاف بترامب، هكذا ببساطة، باعتباره “خطأ التاريخ”. الحاصل، أنه وعلى العكس من ذلك، فقد مثّل ترامب علامة لأزمة عميقة للديمقراطية البرلمانيّة، ونتائج الانتخابات تُثبت صوابيّة ما ذهبتم إليه. كيف تفسّرون نجاح ترامب من جديد؟
غومبريخت:
تحليلي هو أنّ ترامب قد فهم بشكلٍ أفضل بكثير، كيفيّة التعامل مع العجز السياسي للعديد من الأمريكيّات والأمريكيّين. بعبارة أخرى أكثر دقّة، فإنّ العنصر المركزي للديمقراطيّة البرلمانيّة هو التمثيل. لكن، في السنوات والعقود الأخيرة تغيّر تواصلنا بشكلٍ جسيم، حيث بتنا نتواصل غالبا بشكلٍ إلكترونيّ. ما زلتُ أتذكّر جيّدا حين عملتُ كأستاذٍ زائر لأول مرة في أمريكا، حيث كان الأمر يستوجب الاتّفاق على كلّ شيء مسبقا وإلا فإن أحدنا سيفقد الآخر بكل بساطة. اليوم الأمر مختلف ونحن على تواصل دائم عبر الشبكة، حيث لدينا شعور دائم بأنه يمكننا الإرسال والاستقبال دون أيّة مشاكل تُذكر. في المقابل وفي نفس الوقت، فقد أصبح هيكل التمثيل السياسي معقّدا بشكل لا يُصدّق. لا أحد يتخيّل اليوم بأنه يمكن أن يكون له تأثير حقيقي على البرلماني الذي انتخبه. في الواقع، فإنّك أنت من تقرّر أن يجلس في مجلس النوّاب، ولكن فكرة أنه يمكنك خوض محادثة معه وبالتالي يكون لك تأثيرٌ سياسي، هي فكرة غير موجودة. من هذه الفجوة والتباعد بين فرط التواصل والعجز السياسي أوحى ترامب ودلّل على أنّ هذا الأمر الأخير لن يكون موجودا معه، فذهب ليقف عند المقلاة في ماكدونالدز McDonald’s، ويقود شاحنة القمامة ساعيا إلى التواصل المباشر مع الناس، وكأنّه يوحي ضمنا: “أُنظروا، إنّني أترجم اتّصالي المباشر معكم، واحدا واحدا، إلى تمثيل سياسي مباشر لكم”. كل هذا يوضّح أنّه يعلم أنّ الهياكل الديمقراطية الكلاسيكيّة في تعقيدها لا تُفيد الأمريكيين الحقيقيّين.
سؤال:
في المقابل، كيف تواصلت هاريس Harris؟
غومبريخت:
عند النظر بإمعان، لا يختلف الأمر كثيرا. اعتمد كلاهما، في الحملة الانتخابية، على ما أسمّيه “التواصل بالرنين Resonanzkommunikation” ([1]). إذا ما تم النظر عن كثب، فإنّ الأمر لدى الطرفين لم يكن يتعلّق بالمحتوى، بل بالعاطفة. سواء تعلّق الأمر بترامب أو بهاريس، فإنّ كلاهما لم يُفصحا عما هو عليه برنامجهما بالضبط. لم يوضّح أيٌّ منهما بالفعل عمّا سيفعله في المستقبل، وإذا ما قارنّا ذلك القليل الذي قاله كلّ منهما عن المستقبل، فسوف نجده متشابها بشكلٍ مدهش. لذلك كان سباقا بين نوعين مختلفين من الشخصيات الشعبية، وبصفتي مواطنا أمريكيّا، أستطيع أن أفهم تماما، لماذا تمّ اختيار ترامب من الغالبية: لم تنجح هاريس في تبديد صورتها كمثقّفة منعزلة، خاصّة وأنّها عملت كمدّعٍ عام، وبالتالي فهي تنتمي إلى مجموعة مهنيّة يهابها الكثير من الناس، ولا سيما إذا ما كان الشخص ناجحا. لم تنجح في إظهار انطباعٍ بأنّها شخص يمكن الوصول إليه بسهولة، والوصول إليها ليس بالأمر السهل، وهذا حتى لو بدا تافها إلّا إنّه أمر مهمّ.
سؤال:
هنا يجب أن أنبش مرّة أخرى، بحثا عن جواب: ألا تشعر أنّ برامج ترامب تختلف عن برامج هاريس؟
بالطبع كان لدى ترامب مشروع عام 2025 Project 2025 ([2]) الذي سبق وأن دُوّن، وفيه قُيّد نوعٌ من جدول الأعمال، ولكن من وجهة نظر الناخبين، فإنّ محتواه كان غير ذي صلة لحدّ كبير بهذه الانتخابات. هذه واحدة، ومن ناحية أخرى فإنّ معرفة هذا الجمهور بما ينطوي عليه مشروع 2025 من أفكار، بعيدا عمّا إذا كان سيلتزم بها ترامب، هي أفكار ناقصة غير ملائمة. أعتقد أنّ اللغو عن الترحيل الجماعي Massendeportationen يجب اعتباره لغوا شبيها بذلك اللغو عن الجدار أثناء فترته الرئاسيّة الأولى، والذي لم يتمّ تنفيذه إلّا بجزء صغير منه. إن الهمّ والمطلب الرئيسي والأهمّ لترامب لا يمكن العثور عليه فيما يتعلّق بمستويات المحتوى. ترامب يُسعده أن يجلس في البيت الأبيض وهو يرتدي رداء الحمّام الأبيض المطرّز بحرفي “DT” ([3]).
سؤال:
هل أنتم مطمئنّون؟ مع أنّ هنالك كثيرين يتوقّعون عواقب كارثيّة وخيمة لفترته الرئاسية الثانية؟
أعتقد أنّ السنوات الأربع المقبلة لن تكون بذلك السّوء، كما يخشى كثيرون الآن. نعم، يكثر الحديث الآن عن إعادة هيكلة واشنطن، وهو ما لا أراه بكل صراحة، خاصّة وأنّ الحكومات المنفردة في الولايات أكثر أهمّية بكثير لحياة الأمريكيّين والأمريكيّات من مسألة من هو الرئيس حاليا. اسمحوا لي أن أُضيف أيضا: إنّني أرى من أين ينبع سُخط الألمان الذين يتساءلون الآن كيف يمكن لمليونيرٍ مفترض أن يُقدّم نفسه كصديقٍ لعامّة الناس من البسطاء. إليكم إجابتي: لا يهمّ، إنّه يقدِمُ كنموذج لطيف نجح في تقديم صورة أنّه “الرئيس في الحجرة der Boss im Raum” ([4]). يتمُّ التأكيد على ذلك مرارا وتكرارا من خلال عبارة “لقد نصحني مستشاري بالأمر X، ولكنّني سأفعل الأمر Y”، وهو بذلك يجسّد بالضبط شعور الكثير من الأمريكيّات والأمريكيين عمّا يتعلّق بوجود بعض المثقّفين والنخب وخرّيجي رابطة اللبلاب Ivy-League ([5]) المتغطرسين الذين يُريدون إخبارك بشيءٍ ما، مع أنّك وبكل تأكيد ستكون أفضل حالا فيما إذا استمعت لشعورك الداخلي الغريزي.
سؤال:
من الواضح أيضا أنّ الولايات المتحدة الأمريكية، خلال هذه الانتخابات، قد حسمت أمرها، وبوضوح، ضدّ مرشّحة تمثّل الديمقراطية البرلمانيّة مثلها مثل أي سياسي آخر.
هنا يمكن القول إنّها “لقد مرّت بجميع المقامات والرتب”. لقد خاضت اللعبة بأكملها كنائبة للرئيس، لكن هذا هو بالضبط ما كان غير جذّاب، وما شكّل رؤية صارمة لأنّ التناقض في السؤال الذي يطرحه كثيرون على أنفسهم الآن هو عمّا سيحدث إذا ما وصلت حكومةٌ ما إلى السلطة وفق مسار ديمقراطي. هل تريد إلغاء الديمقراطيّة؟ هل ينبغي إيجاد آليّاتٍ لاستبعاد شيءٍ من هذا القبيل؟ أو ربّما أمكن القول: حسنا! إذا كانت غالبية الناس لا يريدون الديمقراطية، فعليك إلغاء الديمقراطية بمسارٍ ديمقراطي. إن هذا يشكّل هيكليّة متناقضة، ولكن هذه هي الحال. هنا، وعلى الرغم من اختلافي مع كثيرين، أودّ أن أدعو إلى الاسترخاء لأنّه ومنذ أن سارت الانتخابات بشكلٍ جيد بالنسبة لترامب، فإنّ الإجراءات الديمقراطيّة تمنحه المزيد من مزايا ومكافآت الشرعية. على عكس جميع استطلاعات الرأي لم تكن نتائج الانتخابات متقاربة على الإطلاق. الديمقراطية في أمريكا ليست في خطر، سواء على المدى القصير أو المتوسّط.
سؤال:
وما هو المنظور على المدى الطويل؟
يمكن صياغة السيناريو الأسوأ على شكل سؤال: هل وصلت الديمقراطية البرلمانية التي كانت أحد مآلات وثمار القرن الثامن عشر الميلادي، ثم ترسّخت أكثر في القرن التاسع عشر، ثمّ بدأت أخيرا مسيرة انتصار عالمية في القرن العشرين بعد الحرب العالميّة الثانية، هل وصلت، في القرن الواحد والعشرين، إلى نقطة لم تعد تعمل فيها، نتيجة ظروفٍ ديمغرافية واقتصاديّة وإعلاميّة؟
إذا ما صُغتُ الأمر بهذا الشكل، فقد أبدو كما لو أنّني كنتُ مؤيّدا لترامب، وهذا ما لستُ عليه على الإطلاق لأنّني مواطنٌ أمريكي ومتأثّرٌ بشكلٍ مباشر، لكنني مقتنعٌ تماما بأنّه يجب علينا طرحُ هذا السؤال، وإلّا فإنّنا سنتصرّف كما لو أنّ الديمقراطيّة البرلمانيّة مستبعدة من التاريخ كشكلٍ من أشكال أنظمة الحكم، وهي ليست كذلك. في رأيي أنّ ترامب تحديدا لا يهدّد الديمقراطية، وفي رأيي أيضا أنّه يجب أن نسلّط الضوء أكثر على بيئته المباشرة وخططها لمستقبل هذا البلد.
سؤال:
فيمن؟ وما هي الخطط التي تفكّر فيها؟
غومبريخت:
أنا على معرفة جيّدة بـ بيتر ثيل Peter Thiel ([6]) الذي استثمر بوقتٍ مبكّر في الفيسبوك Facebook، وهو مؤثرٌ جدا في وادي السيليكون Silicon Valley، وأوجد جيه دي فانس J. D. Vance ([7]). نعم، في الواقع وبكل وضوح، يمكن القول إنّ بيتر ثيل Peter Thiel هو من أوجد واخترع جيه دي فانس J. D. Vance، وبالنسبة للخلفية فإنّ من المثير للاهتمام أن أتذكّر أن ترامب أكبر مني بعامين وأنا في الـ 76 من العمر. إن المستقبل الذي يجب عليك استنتاجه من انتخابات الأمس، لترى بوضوح إلى أين تسير المور هو جيه دي فانس J. D. Vance. عندما قمتُ، في شهر آذار، بدعوة بيتر ثيل Peter Thiel لحضور ندوتي وحلقتي الدراسية “أزمة التمثيل السياسي Die Krise der Repräsentation” لأنّه رائع في المحادثة وواسع المعرفة بالعموم، حتى لو أنه قال أشياء كثيرة لا تناسبك، شرح لي لماذا لم يتبرّع ولو بدولار واحد فقط إلى ترامب في هذه الحملة الانتخابية.
سؤال:
وماذا كان جواب بيتر ثيل Peter Thiel؟
غومبريخت:
كان واضحا جدّا أنه “لا توجد عدم استمراريّة كافية Not enough discontinuity “. برأيي أن ما يُزعجه هو ما سبق وذكرته وهو افتقار ترامب لبرامج وسياسات محدّدة. عندما سألتُه عمّا يمكن أن يعنيه بعدم الاستمرارية والانقطاع الواضح، التغيير الحقيقي في الوضع الراهن، أجاب أنّه لا يعرف ولكنّه يرغب في رؤية المزيد منه، دون أن يقول شيئا من هذا القبيل، ولكن يمكن التفكير في اتّجاه إلغاء النظام الانتخابي من أجل التمكّن من الدفع بتغييرات حقيقية لفتراتٍ أطول من الحكم أو هيكل مختلف اختلافا جوهريا للجيش مع جيشٍ مستقلّ. ربّما يكون هذا الاتّجاه هو ما يدور في أذهان كثير من الناس، كما لدى بيتر ثيل Peter Thiel في الوقت الحاضر.
سؤال:
إذا ما كنتُ أفهمك بشكل صحيح، فإنّ السنوات الأربع القادمة لترامب لا تُقلقك كثيرا لأنّك تعتبر ولايته الأولى مؤشّرا على كونها ستكون رمزيّة وفقيرة بالبرامج، ومع ذلك فإنّ الانقطاع وعدم الاستمرارية الذي قد يأتي بعد ترامب من حاشيته الضيّقة، من فانس Vance تجسّد خطرا حقيقيّا على البلاد؟
إنّ التفكير في هذا الجيل القادم كقادة بارزين مجابهين مع فانس Vance يُقلقني كثيرا. نعم، أو على وجه التحديد لأنّه مختلفٌ تماما عن ترامب. إنّه ينحدر من عائلة فقيرة في أوهايو Ohio وهو ذكي للغاية، ويكاد لا يوجد فيه أي شيء شعبوي، وكان يتمتّع بمسيرةٍ سياسيّة مذهلة، مع تحوّلٍ خطير حادّ للكاثوليكيّة. لم يكن بإمكان فانس بمفرده أن يفوز بالانتخابات وهذا ما كان واضحا بالنسبة لثيل وله هو نفسه. لكن بالنسبة للمستقبل، فكّروا في فانس باعتباره “محرّك التغيير”. تسير الخطّة في اتّجاه: لا ضرائب، لا خبراء، ولا انتخابات. هذا هو الشيء المثير حقّا في هذه الانتخابات، وهو أنّ إمكانية وجود مجتمعٍ مختلف تماما أصبحت أكثر واقعيّة الآن. ليس ما سيحدث مع ترامب في السنوات الأربع المقبلة– والتي بالمناسبة قد تكون عامين فقط– بل ما سيحدث بعد ذلك مع بيئة ترامب التي تفكّر بشكل جذري مختلف للغاية، ولديها تصوّر وتصميم مختلف تماما للمجتمع. إذا كنت تريد صياغة الأمر بوضوح، فإنّ ترامب يملأ الفراغ كنائب عن أولئك الذين يُحيطون به.
سؤال:
أعتقد أنّك تفكّر هنا، في إيلون ماسك Elon Musk أيضا؟
غومبريخت:
بالطّبع. لم يتّخذ ماسك موقفا سياسيا لفترة طويلة ولأسباب وجيهة، أمّا المشكلة، فتكمن في كونه ذكيّا للغاية، ليرى أن ترامب مناسبٌ ليكون نائبا عن مشاريعه الطويلة الأجل. والآن أمام فانس Vance وثيل Thiel وماسك Musk أربع سنوات للتمعّن والتفكير في الشكل الذي يجب على هذا المجتمع المختلف جوهريا بشكل جذري، وأيضا للنظر فيما إذا كانوا يُريدون انتخابات قادمة أساسا، ومن يمكن أن يكون المرشّح وما إلى ذلك. إنّهم يرون ميزة مفيدة، في كون ترامب لن يكون عائقا أمامهم فيما يتعلّق بالمحتوى، ذلك أنّه ليس لديه شيئا من هذا. من الواضح أنّ ترامب قد تمّ اختياره ليكون عنصرا نائبا من منظور أولئك الأشخاص الذين يموّلونه •
● هانز أولريش غومبريخت Hans Ulrich Gumbrecht هو أستاذ فخري للأدب في جامعة ستانفورد Stanford، وأستاذ للآداب الرومانسية في الجامعة العبرية Hebrew University في القدس Jerusalem، وأستاذ فخري في جامعة بون Universität Bonn.
الهوامش
[1] . يُشير مصطلح التواصل بالرنين أو التواصل الرنيني Resonanzkommunikation إلى طريقة تواصل قائمة على التفاعل الحقيقي القائم على التعاطف، حيث لا تقتصر عملية التواصل على تبادل المعلومات بل تتعدّاها إلى الروابط العاطفية التي تُسهم في فهم وجهات نظر أطراف التواصل الذي يتجاوز مسألة كونه مجرّد حديث واستماع، حيث يتولّد إحساس بالترابط بين الأطراف. بسبب إحساس الأطراف بالتقدير والاحترام، يؤدّي هذا التواصل إلى فهم مشترك أفضل وعلاقات أقوى بين الأشخاص المساهمين فيه لأنّه تواصل يراعي احتياجات جميع الأطراف.
[2] . يُقصد بهذا المشروع ذلك المشروع الذي وضعه أحد مراكز الأبحاث في الولايات المتحدة الأمريكية وما خطّط له ترامب من إعادة هيكلة جذرية لأمريكا والجهاز الحكومي فيها وتركيز السلطة في يد الرئيس، في فترة ولايته الثانية. تبرّا ترامب نفسه من هذا المشروع ونأى بنفسه عنه، ولكن المشروع متوافق تماما مع طروحاته. تمّ نشر المشروع في عام 2023 من قبل مؤسّسة بحثية يمينيّة محافظة في واشنطن تُدعى “Heritage Foundation”، وتألّف المشروع من 900 صفحة، بينما يستغرق إتمام الخطّة حسبما نُشر 180 يوما وبتنفيذ صارم. حمل المشروع عنوانا هو “تفويض القيادة: الوعد المحافظ”. ادّعى هذا المشروع أنّه ومن أجل تحرير الولايات المتّحدة الأمريكية من اليسار الراديكالي، فإنّ هنالك حاجة إلى “الأشخاص المناسبين” الذين هم على استعداد “لتنفيذ هذه الأجندة منذ اليوم الأول للحكومة المحافظة المقبلة”. تتضمّن الخطة إعادة هيكلة للسلطة التنفيذية منذ اليوم الأول لتنصيب ترامب، وتهدف إلى تحقيقي المركزية الحكومية التي تمنح البيت الأبيض سيطرة مشدّدة على جميع الولايات الأمريكية الفيدرالية، كما تهدف الخطة إلى إلغاء وزارتي التعليم والأمن الداخلي وإصلاح مكتب التحقيقات الفيدرالي التابع للشرطة الفيدرالية، وكذلك تهدف لاستبدال آلاف الموظّفين الحكوميين بموظّفين محافظين يتبعون لليمين. والخطّة موجّهة ضدّ ما يسمّيه هذا اليمين بـ “الدولة العميقة deep state” أو ما يُوصف بـ “الدولة داخل الدولة”. أعتقد شخصيّا أن تولية الملياردير الأمريكي إيلون ماسك Elon Musk” على الوزارة المستحدثة “مراقبة كفاءة الهيئات الحكومية” يستهدف هذا الأمر وتحقيق الخطّة وإنجازها.
[3] . أي الأحرف الأولى من اسمه دونالد ترامب Donald Trump.
[4] . يُشير مصطلح “الرئيس في الحجرة (الغرفة) Der Boss im Raum” إلى الشخص الذي يتمتّع بالسلطة أو الدور القيادي في موقف معيّن أو في بيئة معيّنة. يقوم هذا الشخص باتّخاذ القرار ويوزّع المهام ليتأكّد من أن كلّ شيء يسير بسلام وسلاسة وأمان. هذا الشخص قد يكون الرئيس أو المدير الذي يحظى باحترام الآخرين.
[5] . رابطة اللبلاب Ivy League هي رابطة رياضية تجمع بين ثماني جامعات أمريكيّة هي الأكبر والأهمّ والأشهر والأعرق والأقدم في الولايات المتّحدة الأمريكية والعالم، وهي جامعات: هارفارد Harvard University، جامعة بيل Yale University، جامعة برنستون Princeton University، جامعة بنسلفانيا University of Pennsylvania، جامعة كولومبيا Columbia University، جامعة براون Brown University، كلّية دارتموث Dartmouth College، وجامعة كورنيل Cornell University. كل هذه الجامعات تأسست منذ وقت طويل من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر، ولكن في القرن العشرين شكّلت 25 جامعة أخرى ما حمل اسم “رابطة اللبلاب الجديدة New Ivy League”.
[6] . بيتر ثيل Peter Thiel هو مستثمر رأسمالي ألماني ورائد أعمال معروف وصاحب محفظة استثمارية. قام بتأسيس الموقع الشهير للتحويلات المالية عبر الإنترنت PayPal بالمشاركة مع إيلون ماسك Elon Musk وكان رئيسا تنفيذيا لهذا الموقع الهام الذي اعتمدته معظم الشركات في العالم الرأسمالي في تعاملاتها المالية والتجارية. كان أول مستثمر خارجي لفيسبوك وكان أحد مدراء الشركة. أُطلق عليه في وادي السليكون الأمريكي المعروف لقب “دون مافيا باي بال”. لمعلومات أكثر عنه وعن الشركة يمكن مراجعة هذا الرابط.
[7] . جيه دي فانس J. D. Vance هو نائب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وهو مستثمر أمريكي معروف، والكاتب يقصد من خلال القول إن من أوجده واخترعه هو بيتر ثيل Peter Thiel أنّ هذا الأخير كان واحدا من أكثر داعميه بالمال في إطار تأسيس شركة كابيتال سينسناتي Cincinnati Capital. ركّز فانس على زيادة أرباح المستثمرين من خارج وادي السيليكون وفي مدينة نيويورك.